السبت





           




الربيع الإلكتروني في منتصف ثورة ٢٥يناير قررت أن أهجر الأخبار السياسية المرئية والمسموعة وكأنني بذلك أزيح عن رأسي ثقل الواقع العربي المتأزم والذي يتغذى على أعصابي فقط .
تُستفتح الأحاديث الصباحية أيضاً بنشرة موجزة عن الأوضاع الدولية الغير مستقرة ، فيصبح نهارك كئيباً وثقيلاً .
من المؤسف حقاً أنك تعتقد أن الحديث عن السياسة أمر يدعو للحكمة ،وأنها حكايا تستطيع أن تستنبط منها حلولاً دبلوماسية لبعض مشاكلك الإجتماعية في حين أن الواقع عكس ذلك تماماً ،حيث أصبح اكثر حدة ومدعاة للقلق والتوتر .
وللهروب من ذلك عكفت على التويتر والفيسبوك متناسية أنها بذرة الثورة وأول المنغصات السياسية ، وأن فتاة الفيسبوك أو القائدة الأفتراضية خرجت من تلك الشبكة هي والكثير من الأفتراضيين وجيش لا يحصى من الذباب الألكتروني .
 ولأننا نعيش في عصر الحداثة السائلة وهو بكل بساطة أن اليقين مرتبط بالاستهلاك ، واليقين هنا بالوطن العربي معناه الأمان سواءً بالدين أو الأسرة أو الوظيفة أو المجتمع أو الوطن كل هذه القيم الصلبة صارت منعزلة وأكثر سيولة، لذلك < قل المواطنون وكثر الأفراد >
فأضحت العوالم مجرد صور وأرقام ،والعلاقات بين البشر افتراضية و عابرة، فالعقلية القصيرة المدى بنتشار وتوسع ،
كما يقول باومان :
    الروابط والعلاقات أشياء نستهلكها لا ننتجها . فيجب علينا أن نعي ونعتبر أن مايحدث الأن في بعض الدول من تحولها إلى معسكرات تتقاتل وتنهش بعضها إنما هذا من استغلال الأعداء ضعف اليقين بالدولة والركض وراء المغريات لمشاريع ممولة من أعداء مجاورة .
 قبل أيام غرد الدكتور والمفكر السعودي عبدالله الغذامي في حسابه الرسمي تغريدة محذرة قال فيها :
‏    كي لا أغش أمتي وضميري أصرخ :
 ‏هناك طوفان كراهية يتحرك من الشمال العربي إلى قلب العرب ،كراهية يقابلها رد فعل مماثل ‏إن لم ننجح بترويضها ستتحول لحقد مدمر ‏وسنرى نظرية شعبية تجنح للانفصال المعنوي ‏تغلب مصلحة الوطن وتنسف فكرة التراحم ‏وهناك حزبية واضحة تتعمد صناعة وإشاعة موجات الكراهية. لذلك علينا أن نتمسك باليقين بكل عقلانية دون تطرف ،
علينا أن لا ننسى البيعة ولا ننسى الوطن فأعداء الوطن قد يعيشون بيننا على شكل فكر أو رأي لا يقين فيه صنعه الأعداء دون أن نشعر .
نحن مكلفين بحماية الوطن وتوظيف هذه العولمة الجديدة لخدمته والدفاع عنه.
كتبه / حصة العنزي

السبت

علمني اصم

بعد أن رفض كل المحاولات لأقناعه ارتداء سماعة الأذن الطبية سألته عن السبب فأجاب بلغة الإشارة : لا أريد سماع ضجيج البشر نعم لقد اصبح ضجيجنا عالياً خاوياً من المعاني الراقية اصبحنا غوغائيون في كل محفل مستبدون , متعصبون لذواتنا , مجحفون لحق غيرنا نثير الغبار فتختنق الصدور بعشوائيتنا البغيضة وفوق هذا جارحون نرمى الكلمة لا نعبأ بأي جرح تقع وعن مدى الشتات الذي ستحدثه متناسين إنسانيتنا نلهث وراء (( الأنا )) و الأنا العليا سفلى في منظورنا . علمنا هذا الأصم أن نكون صم بكم في مواجهة المحبطون مزعزعي الثقة والاستمرار أعداء النجاح والتقدم صم لا نسمع نهيقهم لا نسمح لأساليبهم النفسية المهبطة أن تُوقع في انفسنا خللاً يوقف وظائفنا الإبداعية وقبل هذا كله نصم أذاننا وجوارحنا عن ما يغضب خالقنا لنعيش في رقى داخلي راضون به عن ذواتنا وفي الأخير .. (( أزرع الورد واستغل الثقوب ))

وصية معلمة

لم أحرص على كتابة وصيتي كما حرصت عليها هذه الأيام والسبب أني معلمة، فرزقي ليس سهلاً كما يقال، لأنني معلمة.. أخرج قبل أن تراني الشمس.. اخرج قبل أن تطير الطيور من أعشاشها.. احمل حقيبتي المليئة بأوراق الاختبارات العشوائية وبيدي جهازي المحمول، أما جهاز البروجكتر الخاص بي علقته على كتفي الأيمن ليعتدل توازني.. وأكثر الأشياء التي احتار في كيفية حملها هو دفتر التحضير وملف الإنجاز لذلك أتناوله بالتناوب بين يدي اليمنى ويدي اليسرى حتى أصل إلى باب الحافلة.. ولأني معلمة أو لأني امرأة بالمعنى الصحيح.. لا يحق لي الاعتراض.. التنفيذ فقط.. والعمل دون توقف.. فأنا استقل حافلة فاخرة لونها كالكفن تماماً.. حافلة كالقبر المتحرك.. مساحة مستطيلة.. بلا مقاعد.. خالية من كل شيء سوى ستائر بالية.. ترتمي في زواياها أجساد انهكتها طول المسافات.. الحافلة بلا صيانة حافلة بالمفاجآت.. ويقودها سائق بارع في تجاوز السرعة وتخطي الحواجز كيلا نتخطى نحن الخط الأحمر عند الوقيع.. أما إذا طبق نظام البصمة فسائق سيطبق نظرية اينشتين النسبية، اعلم يا سادة أنكم تتساءلون: كيف يتم ذلك؟ وبما أن تخصصي لغة عربية كُلفت بتدريس الرياضيات في إحدى السنوات فتعلمت بعضاً من علمه رغم أنه في قرارة نفسي أشعر أني فاشلة في تلقينه.. تقول هذه النظرية إنه إذا كانت سرعة الجسم أكبر من سرعة الضوء يحدث عندها اختراق لحاجز الزمن فيدخل الجسم في الماضي كثيرات هن من دخلن في الماضي رحمهن الله.. كلها أقدار وللأقدار أسباب.. كلها أمانات خشيت منها الجبال.. قد تقولون السبب هو في رداءة الحافلة وتهور السائق قد يكون ذاك قد تقولون إن الحل هو توفر حافلات متكاملة وسائقون مدربون هذا ليس حلاً مجدياً لوقف نزف الدماء.. نقل المعلمات إلى أقرب مكان لسكنهن هو الحل الأمثل أو توفير سكن عائلي متكامل يتوفر فيه الأمن وراحة وكل ما يلزم من مركز صحي وتسوق وحضانات وغيره, دون أن يكون في ذلك حرمان للمعلمة من حركة النقل.. في اللحظات الأخيرة من كتابتي لهذا المقال تراجعت فيها عن الإفصاح عن مكنون وصيتي، كتبتها بشيء من الأمل وطويتها وأودعتها حقيبتي لتصحبني كل يوم في رحلة جهاد قد استشهد فيها يوماً.. فالجهاد بالعلم شهادة.. وفي الأخير يا سادة تذكروا قول الشاعر أحمد مطر: وضعوني في إناء ثم قالوا لي تأقلم.. وأنا لست بماء.. أنا من طين السماء.. وإذا ضاق إنائي بنموي يتحطم..

الخميس

تسترقين السمع

اسمع خطاك تقترب مني كل ليلة×× تسترقين سماع انفاسي×× أزفرات هادئة×× أم حشرجات ××! في الصباح×× تتفحصين تفاصيل وجهي×× بنظرة حانية ملئ بالتساؤولات×× تسألين صديقاتي سراً×× أتشكو وجعاً !! تعلمين اني لا ابوح×× تفتشين كعبث الاطفال×× علّ خيطاً سقط مني سهواً إما أن يريحك او يزيدك قلقاً أعلم يا أمي انكِ تفعلين ذاك بخفاء كبرت يا أماه ولم تعد تفزعني المنامات×× ولم اعد اخاف الاماكن المظلمة ولا المرض كبرت ياماه وفي عينيك لم اكبر×× لازلت الفتاة التي تتعثر بطرف ثوبها ×× أتعلمين امي×× ماخشيت شيئ×× كخشيتي من أن يشغلكِ همي اغضب حين تنحنين×× لتلتقطى بعثرتي×× كم أكرهني حين اعجز عن رد شيئ ولو يسير مما صنعته لي×× ما أنا لولاكِ يا أمي×× أرزقنا رضاها يالله×× احفظها يا رب ××

السبت

بعثرة


اجمع اوراقي .. ابعثرها الملم الحروف .. ادفعها ترتجف تسقط فتنمو لها أجنحة وتطير وتتركني اندب الصمت وابتلع البوح فأصاب بالتخمة

غضب .....................الظهيرة

(( غضب الظهيرة )( الازقة ضيقة العابرون عابس بعضهم ساخطون وقت الظهيرة والقليل منهم مبتسمون اذاعة fm تلطف الجو الحار إما بأغنية هابطة او بخبر يزيد الجو اشتعالاً والسائق يسابق الريح هندامه مرتب هذا اليوم لعله مدعو لمناسبة يتناوب النظر لساعته و للمرآة الجانبية هو غاضب ونحن ايضاً غاضبون غاضبون من السرعة الزائدة غاضبون من الاخبار المشؤومة من الازدحام من شوارعاً دائما ماتكون تحت الصيانة الطريق خالىً من الشاحنات غريب اوه هاهي مركونة علي الجانب الاخر وفي مقدمتها سيارة لأمن الطرق لعل احد الشخصيات مر من هنا وساءه المنظر فأمر بأن توقف النظام يطبق في الحالات الخاصة فقط ليت تلك الشخصيات تنحرف قليلا عن مسارها اليومي وتسلك طريقاً مخبأ عنها لتري حجم النظام المطبق الاشارات تتلاعب بالالوان .. . تحتاج لصيانة هي الاخرى الكل غاضب هذا اليوم الكل يسابق لحجز تذكرة سفر فالاجازة بدات من اليوم عند البعض وبدات قبل يومين او ثلاث لفئات اخرى دائماً تسبق الحدث بوقت كافي علاما الغضب إذاً!! إجازة سعيدة للجميع

الخميس

إرهابي

في أركاناٍ أربع
ونافذتين متوازيتين
وباب مشرع بلا أقفال 
في الركن الأيمن سرير
إحدى أرجله معطوبة 
يحدث صريراً
يتحدث أكثر مما يتحدث صاحبه 
تستلقى عليه بضع كتب ونشرات رخيصة الورق
في الجهة اليسرى منه ثمة شماعة
اشدُ عطباً من السرير
عليها بدلة عسكرية لا تحمل أي اشارات
مهترية الاكمام 
ملطخ ببعض الحبر 
يتدلي من جيب الاسفل ميدالية لسيارة شورفليه
وعلي الأرض يتمدد جسد ناحل 
ذا بشرة حنطية مغطاة بالندوب 
يرتع و يتصبب عرقاً
ضاماً إلي صدره كتاب بعنوان
فلسفة وعقيدة 
عيناه جاحظتان معلقتان في السقف 
تسقطان تدريجياً حتي تستقرا علي صورة في منتصف الجدار 
رجل اسمر 
كث الحية
يغزو شعره البياض المشوب بالرماد 
تفاصيل وجهه قاسية 
حاجبيه غليظان معقودين
وعيناه اكثر جحوظاً
التجاعيد لم تقتس إلا من جبته وأسفل عيناه 
صوت التلفاز يصدح في الغرفة 
نشرة أخبار التاسعة 
يتحدث المذيع بوجهً ساكن خالياً من التعبيرات
لم يبتسم هذه المرة
صوت جهوري غليظ 
واصلت المحكمة الجزائية المتخصصة أمس النطق بالحكم على المجموعة الثانية من أعضاء خلية الاربع والتسعون الإرهابية والتي تعد أكبر خلية مرت على المحكمة منذ تأسيسها، وحكمت على ثلاثة تكفيريين بالقتل تعزيراً والسجن لعشرين آخرين بين خمس سنوات واثنين وعشرين عاماً ومنعهم من السفر خارج البلاد إثر إدانتهم بالانضمام لخلية إرهابية
الجسد الملقى علي الارض ينتفض 
ويحمر وجهه
يستشيظ غضباً 
يرمي بالكتاب صوب الصورة 
لكنه لم يصبها
نوبة بكاء هسترية 
الطوفان الذي قلب حياته لم يكن هيناً
والترسبات العميقة في ذاته صنع منها الشر تمثالا لمعتقدات مكتسبة لا يرضاها دين ولا عقل 
فأصبح في دوامة صراعات
إما يسير مع الطوفان اوينقذ ماتبقي من انسانيته

الأحد

لمن تكتبين !







سألوني 

لمن تكتبين ! 

لمن هذه الحروف الحزينة !

من الغائب الذي تنعين !

أحيٌ هو ..لا يسمع 

أم ميت ..ندعوا له الرحمة !

هه 

ضحكت حتي ابتلت أجفاني 

وتقوقعت في داخلي غصات 

أكتب لكائن..

نصفه ملاك وباقيه إنسان 

ظالمي وأحنهم علي 

حين اغضب منه يتتبع اوراقي 

فلا يرى إلا رماد خُطاي 

حين يغضب مني 

تهجرني الأشياء 

تغضب مني الارض والسماء 

فأبتهل حتي يرضى

أكتب عن روح تشبه المطر 

تغسُل ..وتحُيي

تُسعد ..وتُبكى

أكتب عن عيد 

يهدي الفقراء فرحاً كل عام 

وينساهم بقيته

أكتب عن نور.. 

يُضئ نصف الاشياء

ويطمس نصفها الأخر

منبوذ في عرش القداسة 

لا يصل اقصاه إنس ولا جان 

أكرهه بحجم الأرض 

وبحجم الفضاء احبه 

ارتبطت ارواحنا بالفضاء دائما 

فقد يكون ما بعد الفضاء خيراً لنا

كذلك الاسئلة 

؟...........

تترك فضاء بلا إجابات

الأربعاء

قصائدك والاقدار

اقبل الليل 
يجر وراءه كل الخيبات

وانا 

انثر قصائدك علي ورق مزخرف

اسقيها من بقايا عطرك

استنشقها كل حين 

وانت ياسيدي 

قابع هناك 

تارة تنظر الي

وتارة شارد مع صمتك 

نكتب احلامنا حلم تلو حلم 

نرسم امانينا يدا بيد 

وتختار لنا الاقدار مالم نحلم به ومالم نرسمه

الأحد

احببت ذاك النقاء



احببت ذاك النقاء
بكل تفاصيل البياض الخفية
بكل الخيالات البريئة
احببت ذاك الجانب الابيض 
وغضضت الطرف عن الجانب الاخر 
الغرور الساطى 
والكذبة البيضاء 
والكبرياء الموروث 
والغيرة المجنونة 
أما تلك الاخيرة
فأعشق العزف عليها كثيرا

الخميس

احبك امي


يكفيني من الكل أنها وحدها من يفهم طلاسمي 

وتعويذاتها الممزوجة بهمسها المبحوح ...

يطرد الجنون الحائم حولي 

احبك امي

تعويذات الغروب


تمتمة ذاك الشيخ في أذني كل حين
وترياقه الممزوج بتعويذات الليل والنهار 
والابخرة المتصاعدة 
واكوام الزيت 
وتمائم الزعفران 
وحمي الغروب التي تصيبني 
والسحر الاسود الذي اعجزكم فكه 
لم يكون اسودا وصانعه ساحرا لا يجيد سوي نظم القافية 
وزخرفة الحروف 
يعقد طلاسمه في ساعات السحر الاخيرة 
ويبثها مع انفاس الفجر
فتصبح قطرا علي الورد 
واشعاعا يوقظ النائمين

اليتم


سألته سؤال يكبرها بكثير..
كم مرة تمنيت فيها الموت ؟
أجاب مستغربا ..
فكرة الموت لا احتمل التفكير بها ..
أما هي فأجابت بكل براءة تتجسدها ..
تمنيت الموت..... 
حين سبقني الي أمي 

زف الي السماء


أرقب المارة بتمعن 
الكل يسير إلي جهة لا اعلمها 
ياترى أيحملون ما احمل أم يحملون مايحمل غيرهم أم أن الأرض هي التي تحملهم وما يحملون ...
الكل واحد منهم قصة تختلف عن الكل أم الكل نسخة تتكرر من النهايات المتساوية الحزينة ...
كقصة ذاك الشيخ الذي يدحرج خطاه أمامه بتثاقل يكاد أن يكسر ظهره 
مطأطأ الرأس ساكن العينين 
شارد مع الشاردين في ممر لا يضيق كما تضيق نفسه 
يفكر في ابنه المهاجر نحو ارض الشهداء بنظره وارض الجرائم بنظر الكل..في رسالته الصوتية الأخيرة قال انه لن يتأخر في حضور زفاف أخته..
لكن ..
زف هو قبل أخته 
وقبل ابن عمه 
.زف في موعدا لم يكن يعلمه
..زف إلي السماء ..زف إلي السماء ..بهذه الكلمات كان يتمتم ذاك الشيخ الحزين ككل أباء الشهداء يضل حزينا رغم فرحه بزفاف ابنه ويضل شاردا بقية عمره يسوقه الشوق نحو السماء
__________________

كوب القهوة والخيبات

في احدى ليالي شتائه القارصة 
حاكى له شالا من خيوط واهية 
اراد ان يستعيد ولو شئ بسيط من دفئ الايام الخاوية 
اشعل سيجارته الكريهه 
وستنشق دخانها الكربوني الاسود ليطرد بالزفير كل الاهات المتخفية القابعة في جوف ألامه 
وعيناه متسمرتان في مكان واحد لاتلتف لغيره 
فخياله لازال يقلب صفحات ماضيه 
وبحركة ثقيلة مد يده لكوب قهوته المرة كمرارة وحدته 
ارتشف القليل منها ليعيد نكهة الماضي 
بكل تفاصيلة الصباحية 
فقهوة الصباح بالنسبة له بداية قصة ليوم كامل دائما ماينتهى بالخيبات

اوراق الليل

نسقط بضع قطرات علي اوراق الليل 
ونخبئ الكثير منها مع وهج النهار 
نسقطها في يوم موعود 
لندحرج كل الاشياء المكبوتة 
ونعيد فتح ملفات الادانة 
نخرج تلك الاصوات المتلاطمة مع امواج النفس 
لنكسر ملامح الهدوء 
ونزلزل من تحت اقدام الثبات 
كومة من أسئلة 
تخدش اوراق الورد 
وتعكس اشعاع النور 
لتنقشع هالات السواد 
ويستقر البياض في زوايا تلك الامكنة

انا وظلك


سرت والليل في طرقات الذاكرة

رايت ظلك علي الجدران يسير وحده 

والنجوم تتساقط فوق مظلتي ..

سرنا بمعية الاقدار ولم تسر الاقدار بمعيتنا

القناع المخملي


كان يجيد فن الثرثرة

وأقتباس الادوار

يقف عند مرآته ليعدل قناعه المخملي

ويرش شئ من عطره ذو الماركة المقلدة

كان يعشق التقليد حتي في تصرفاته ومقتنياته

صفاته الحقيقية كانت مخبأة في جيبه

قد تسقط سهوا منه

عند محاولته دس صفة تسقط صفة اخرى

يصيبه الدوار إن ارخي قناعه

يرتجف وتنشق الارض من تحت قدماه

إن زل لسانه ونطق الحقيقة

مسكين هو


سئمتك


سئمتك ظلا تلاشي كطيف سراب

سئمت التمني وطول الغياب

سئمتك رسماً فوق النجوم أو بين ضباب سحاب

سئمتك عنوان القصائد

ونوح الخواطر

وقصص كتاب

سئمتك وسئمت الغياب
_________________


حين اهذي


حين اهذى 
يرتعش الضباب 
وينجلي لى عمق الحقيقة 
حين اهذى 
ينسكب فوق فوهة الضوء الحقيقة 
وتتراى لى أزاهير من ظلام 
ليل عشقي حاكها 
من خيوط فوق السنام 
حين أهذي 
انفض غبار غطي جفون الحقيقة

الأربعاء

في عالمي احلام ...حققت بعضاً منها 

والبعض الاخر معلق في السماء ..

في عالمي هموم قتلت بعضاً منها والباقي تحت قدمي 

في عالمي طفلة تبحث عن دميتها الضائعة ..

في عالمي اسرار اودعتها الليل فتلاشت بين استاره ..

في عالمي قصائد منسية ..مات شعراءها 

في عالمي شئ لا اتقن قوله ..

Read more: http://aljs

الخميس

حدثني ياليل


أيها الليل قصصت لك الكثير من حكاياتي

وأنت يالليل يعتليك الصمت

يالليل حدثني عنك

حدثني عن شجن النجوم

حدثني عن حزن قمرك وعن السكون

حدثني عن أسرار عشاقك ودموع طائر الليل

عن لحن أهات السنون

حدثني عن خبايا مابعد المغيب

وعن وسائد الفكر والظنون

حدثني يالليل

يالغة الصامتون

الجمعة

النهاية



أتراها غريبة هي الدنيا أم نحن الغرباء 
أترانا لم نفهم الحياة أم الحياة لم تفهمنا 
نسير في شارع طويل يدعى شارع الحياة 
نسير بخطي ثقيلة وكل ماحولنا يجري سريعا 
تربكنا الرياح أحيانا فننعطف عن مسارنا وقد نتوقف بحثا عن خطانا التائه 
نسير ونحن ندرك أنها النهاية 
دون إن ندرك مالذي ينتظرنا عندها 
نلتفت يمنة ويسرة 
نرى فرادا وجماعات 
نري عراة حفاة 
ونري سلاطين وملوك 
مختلفون في كل شي ومتشابهون في شي واحد وهو سيرهم نحو نهايتهم 
بعضنا يحمل علي ظهره كوما من الحجارة أشبه بالجبال 
والبعض يجر وراءه جثثا متعفنة مربوطة بحبل ملتف حول عنقه 
أما الصنف الأخر من رواد هذا الطريق نراهم يحملون سلال من شتي أنواع الزهور يهدونها لكل من مر بجانبهم رغم حاجتهم للانتعاش 
وآخرون لايملكون شيء سوي ابتسامة يكملوا بها طريقهم رغم إن أجسادهم تحمل جروحاً غائرة نازفة 
وهناك من نراه يمشي ويتعثر بأخطائه فيسقط ثم ينهض ويسقط مرة أخرى وينهض ..لانعلم متى ينتبه لمسيره 
هذا الطريق الطويل 
أشبعنا لهفاً 
أشبعنا عطشاً 
اشبعاً تفكيراً 
لازلنا نرى السراب وجودا 
لازلنا نرى الخطأ صواباً 
لازلنا نعشق الدنيا 
رغم تملصها 
رغم شقاءنا بها 
نظل نعشها 
بحلوها و مرها 
لازلنا نسير في الطريق سكارى 
يمر الليل والنهار دون أن نشعر بنقص الأيام من أعمارنا 
نسير لنهاية 
ولا نعلم أألنهاية سعيدة أم هي بداية شقاء
ما أصعب النهاية وما بعد النهاية


في لحظة


في لحظة ...

تعلن الرياح أن لحظة الوداع حانت 

وأن الفراق بات وشيكاً

في لحظة ...

نسمع صرير الباب يتأرجح 

ذلك الذي لم نغلقه في الوداع الاخير 

صريراً يعزف علي اوتار القلب حكايةً لم يصنعها الزمن واقعاً 

ولم تشكلها الأحلام خيالاً

الثلاثاء

لما عدتلما عدت

لما عدت

لما القيت بحقائبك في طريقي

لما بعثرت اشلاء الذكريات

لما اعدت للعيون الدموع

قللي بالله عليك

لما عدت

الم يخبروك انني بلا قلب

اترى ذلك القبر المبتل بقطر الدموع

اتراه

انه قبر قلبي الذي قتلته طعونك

لم تعد تعنيني

فعد من حيث اتيت

حائرة الفكر




حائرة افكاري المجنونة
تتشبث بطرف رداءي كطفل خائف
من شئ تجهله
خائفة رغم سطوع الشمس
رغم هطول المطر
وتفتح الازهار
خائفة من قبضة يداً حديدية
تمزق اشلاء الماضي
وتقتل الحاضر المبهم
الملتصق بزوايا الغيب

            الربيع الإلكتروني في منتصف ثورة ٢٥يناير قررت أن أهجر الأخبار السياسية المرئية والمسموعة وكأنني بذلك أزيح عن رأسي ثقل...