الجمعة

النهاية



أتراها غريبة هي الدنيا أم نحن الغرباء 
أترانا لم نفهم الحياة أم الحياة لم تفهمنا 
نسير في شارع طويل يدعى شارع الحياة 
نسير بخطي ثقيلة وكل ماحولنا يجري سريعا 
تربكنا الرياح أحيانا فننعطف عن مسارنا وقد نتوقف بحثا عن خطانا التائه 
نسير ونحن ندرك أنها النهاية 
دون إن ندرك مالذي ينتظرنا عندها 
نلتفت يمنة ويسرة 
نرى فرادا وجماعات 
نري عراة حفاة 
ونري سلاطين وملوك 
مختلفون في كل شي ومتشابهون في شي واحد وهو سيرهم نحو نهايتهم 
بعضنا يحمل علي ظهره كوما من الحجارة أشبه بالجبال 
والبعض يجر وراءه جثثا متعفنة مربوطة بحبل ملتف حول عنقه 
أما الصنف الأخر من رواد هذا الطريق نراهم يحملون سلال من شتي أنواع الزهور يهدونها لكل من مر بجانبهم رغم حاجتهم للانتعاش 
وآخرون لايملكون شيء سوي ابتسامة يكملوا بها طريقهم رغم إن أجسادهم تحمل جروحاً غائرة نازفة 
وهناك من نراه يمشي ويتعثر بأخطائه فيسقط ثم ينهض ويسقط مرة أخرى وينهض ..لانعلم متى ينتبه لمسيره 
هذا الطريق الطويل 
أشبعنا لهفاً 
أشبعنا عطشاً 
اشبعاً تفكيراً 
لازلنا نرى السراب وجودا 
لازلنا نرى الخطأ صواباً 
لازلنا نعشق الدنيا 
رغم تملصها 
رغم شقاءنا بها 
نظل نعشها 
بحلوها و مرها 
لازلنا نسير في الطريق سكارى 
يمر الليل والنهار دون أن نشعر بنقص الأيام من أعمارنا 
نسير لنهاية 
ولا نعلم أألنهاية سعيدة أم هي بداية شقاء
ما أصعب النهاية وما بعد النهاية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

            الربيع الإلكتروني في منتصف ثورة ٢٥يناير قررت أن أهجر الأخبار السياسية المرئية والمسموعة وكأنني بذلك أزيح عن رأسي ثقل...