الربيع الإلكتروني في منتصف ثورة ٢٥يناير قررت أن أهجر الأخبار السياسية المرئية والمسموعة وكأنني بذلك أزيح عن رأسي ثقل الواقع العربي المتأزم والذي يتغذى على أعصابي فقط .
تُستفتح الأحاديث الصباحية أيضاً بنشرة موجزة عن الأوضاع الدولية الغير مستقرة ، فيصبح نهارك كئيباً وثقيلاً .
من المؤسف حقاً أنك تعتقد أن الحديث عن السياسة أمر يدعو للحكمة ،وأنها حكايا تستطيع أن تستنبط منها حلولاً دبلوماسية لبعض مشاكلك الإجتماعية في حين أن الواقع عكس ذلك تماماً ،حيث أصبح اكثر حدة ومدعاة للقلق والتوتر .
وللهروب من ذلك عكفت على التويتر والفيسبوك متناسية أنها بذرة الثورة وأول المنغصات السياسية ، وأن فتاة الفيسبوك أو القائدة الأفتراضية خرجت من تلك الشبكة هي والكثير من الأفتراضيين وجيش لا يحصى من الذباب الألكتروني .
ولأننا نعيش في عصر الحداثة السائلة وهو بكل بساطة أن اليقين مرتبط بالاستهلاك ، واليقين هنا بالوطن العربي معناه الأمان سواءً بالدين أو الأسرة أو الوظيفة أو المجتمع أو الوطن كل هذه القيم الصلبة صارت منعزلة وأكثر سيولة، لذلك < قل المواطنون وكثر الأفراد >
فأضحت العوالم مجرد صور وأرقام ،والعلاقات بين البشر افتراضية و عابرة، فالعقلية القصيرة المدى بنتشار وتوسع ،
كما يقول باومان :
الروابط والعلاقات أشياء نستهلكها لا ننتجها . فيجب علينا أن نعي ونعتبر أن مايحدث الأن في بعض الدول من تحولها إلى معسكرات تتقاتل وتنهش بعضها إنما هذا من استغلال الأعداء ضعف اليقين بالدولة والركض وراء المغريات لمشاريع ممولة من أعداء مجاورة .
قبل أيام غرد الدكتور والمفكر السعودي عبدالله الغذامي في حسابه الرسمي تغريدة محذرة قال فيها :
كي لا أغش أمتي وضميري أصرخ :
هناك طوفان كراهية يتحرك من الشمال العربي إلى قلب العرب ،كراهية يقابلها رد فعل مماثل إن لم ننجح بترويضها ستتحول لحقد مدمر وسنرى نظرية شعبية تجنح للانفصال المعنوي تغلب مصلحة الوطن وتنسف فكرة التراحم وهناك حزبية واضحة تتعمد صناعة وإشاعة موجات الكراهية. لذلك علينا أن نتمسك باليقين بكل عقلانية دون تطرف ،
علينا أن لا ننسى البيعة ولا ننسى الوطن فأعداء الوطن قد يعيشون بيننا على شكل فكر أو رأي لا يقين فيه صنعه الأعداء دون أن نشعر .
نحن مكلفين بحماية الوطن وتوظيف هذه العولمة الجديدة لخدمته والدفاع عنه.
كتبه / حصة العنزي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق