السبت

علمني اصم

بعد أن رفض كل المحاولات لأقناعه ارتداء سماعة الأذن الطبية سألته عن السبب فأجاب بلغة الإشارة : لا أريد سماع ضجيج البشر نعم لقد اصبح ضجيجنا عالياً خاوياً من المعاني الراقية اصبحنا غوغائيون في كل محفل مستبدون , متعصبون لذواتنا , مجحفون لحق غيرنا نثير الغبار فتختنق الصدور بعشوائيتنا البغيضة وفوق هذا جارحون نرمى الكلمة لا نعبأ بأي جرح تقع وعن مدى الشتات الذي ستحدثه متناسين إنسانيتنا نلهث وراء (( الأنا )) و الأنا العليا سفلى في منظورنا . علمنا هذا الأصم أن نكون صم بكم في مواجهة المحبطون مزعزعي الثقة والاستمرار أعداء النجاح والتقدم صم لا نسمع نهيقهم لا نسمح لأساليبهم النفسية المهبطة أن تُوقع في انفسنا خللاً يوقف وظائفنا الإبداعية وقبل هذا كله نصم أذاننا وجوارحنا عن ما يغضب خالقنا لنعيش في رقى داخلي راضون به عن ذواتنا وفي الأخير .. (( أزرع الورد واستغل الثقوب ))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

            الربيع الإلكتروني في منتصف ثورة ٢٥يناير قررت أن أهجر الأخبار السياسية المرئية والمسموعة وكأنني بذلك أزيح عن رأسي ثقل...